صديقكــ يبقى صديقكــ ^_^
في يوم ما .. آلمني صديقي .. وخز في قلبي إبرة ..
خرجت منه كلمة .. جرحتني .. لكني لا زلتُ أقول عنه أنه صديقي ..
وسيبقى ما بقيت فيني حياة .. صديقي ..ليس كل ما يفعله صديقي .. يجب أن يعجبني ..
له شخصيته .. له استقلاليته .. له حياته .. وبالمثل ..
أستقل عنه بشخصيتي وتصرفاتي ..
ربما يتبادر لذهني لمره من المرات .. أنه لا يحبني .. لا يريدني صديقاً له ..
لكن عليّ أن أنظر لأبعد من ذلك ..وحتى إن باعدتنا الظروف ..
فالصداقة ليست لقاء جسدي دائم .. إنما هي تواصل روحي
والتقاء القلوب ببعضها .. فكم من صديق يبعدني بآلاف الكيلو مترات ..
وكم ممن يمرض عيني لقاءه .. أصبح وأمسي على وجهه !
قرأتُ يوم أمس قصة رجل وصديقة .. كان صقره !
الصقر الذي يلازم ذراعه .. فيخرج به ويهده على فريسته
ليطعم منها ويعطيه ما يكفيه .. صقر كان مثالاً للصديق الصادق ..
حتى وإن كان صامتاً ..
خرج هذا الرجل يوماً في الخلاء لوحده ولم يكن معه إلا صديقه الصقر ..
انقطع بهم المسير وعطشوا .. أراد الرجل أن يشرب الماء
ووجد ينبوعاً في أسفل جبل .. ملأ كوبه وحينما أراد شرب الماء
جاء الصقر وانقض على الكوب ليسكبه !
حاول مرة أخرى .. ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم صديقة الرجل
يقترب ويضرب الكوب بجناحه فيطير الكوب وينسكب الماء !
تكررت الحالة للمرة الثالثة .. استشاط غضباً من صديقة الصقر وأخرج سيفه ..
وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء ضربه ضربة واحدة
فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً ..
أحس بالألم لحظة أن وقوع السيف على رأس صاحبه ..
وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه ..
وقف للحظة .. وصعد فوق الينبوع .. ليرى البركه التي شرب منها يخرج من بين ثنايا
صخرها منبع الينبوع وفيها حيةٌ كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم !
أدرك الرجل كيف أن صاحبه كان يريد منفعته ..
لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف عذل نفسه ...أخذ صاحبه ..
ولفه في خرقه .. وعاد الرجل لحرسه وسلطته ..
وفي يده الصاحب بعد أن فارق الدنيا ..
أمر حرسه بصنع صقر من ذهب .. تمثالاً لصديقه وينقش على جناحيه :
"صديقُك يبقى صديقَك ولو فعل ما لا يعجبك "
وفي الجناح الآخر :
" كل فعل سببه الغضب عاقبته الإخفاق "
تقبلو تحياتي